منصة إفهام لتفسير الرؤى والأحلام

(الكذب في الأحلام لأجل الإصلاح) نظرة شرعية تربوية.

الكذب في الأحلام محرم شرعا ويعدُّ كبيرة من كبائر الذنوب وقد ترتب عليه وعيد شديد وتنكيل بفاعله ففي الحديث قال عليه الصلاة والسلام

 ( مَن تحلَّم كاذبًا، دفع إليه شعيرة وعُذِّب حتى يعقد بين طرفيها، وليس بعاقد ) .. 

وحديث آخر ( إِن مِن أَعْظم الْفِرَى أَنْ يَدَّعِي الرَّجل إِلى غَير أَبِيه ، أَوْ يُري عَيْنه مَا لَمْ تَر ) . 

وجاء الوعيد الشديد في الكذب بالرؤيا، أشد مما جاء  في  الكذب في اليقظة، ولذلك توجيه ذكره الإمام الطبري حيث قال : 

” اختلفت حالتهما في كذبهما، فكان الكاذب على عينيه في منامه أحق بأعظم النكالين، وذلك لتظاهر الأخبار عن النبي عليه السلام أن الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة، والنبوة لا تكون إلا وحيًا من الله، فكان معلومًا بذلك أن الكاذب في نومه كاذب على الله أنه أراه ما لم يَرَ والكاذب على الله أعظم فرية وأولى بعظيم العقوبة من الكاذب على نفسه بما أتلف به حقًا لغيره، أو أوجبه عليه ” أ.هـ 

وقد انتشرت بعض المقالب بين أوساط الشباب والفتيات بأن يقول لصاحبه رأيتك في الحلم بكذا وكذا بأنك تنقلب في حادث أو ستموت بعد ثلاثة أيام حتى يخاف ويرتاع لعدة أيام

أو يؤلف حلما وتكون نهايته مضحكة وساخر وهذا لايجوز شرعا,, ونأتي إلى مسألةٍ أخرى وهي الكذب في الحلم لأجل الإصلاح بين متخاصمين، أو لأجل هداية ابن أو زوج  واستخدام الأحلام وسيلة للضغط عليه كي يهتدي أو يحافظ على صلاته, أو يصالح فلانا وهذا أيضا لايجوز لأنها وسيلة منهي عنها, ومن نظرة تربوية لو علم هذا الشخص لاحقا أنه قد كُذب عليه في حلم لأتى بنتائج عكسية لاتحمد عقباها ..

وهذه اجابة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- 

عن هذه المسألة قال:” الكذب في الحلم حرام، بل من كبائر الذنوب لأن الإنسان إذا كذب في الحلم أي قال إني رأيت في المنام كذا وهو لم يره فإنه يعذب يوم القيامة يكلف بأن يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد، ولا يقال إنه إذا كان هناك مصلحة جاز الكذب، لأنه لا يمكن أن يدعى إلى الله بمعصية الله أبداً ” أ.هـ 

ويجب أن نفرق بين جواز الكذب في اليقظة والتوسع في المعاريض لأجل الاصلاح، والكذب في الأحلام .. هناك فرق 

والله الموفق .

Shopping Cart